كنت أتابع مسلسلا تركيا على التلفزيون كانت البطلة سعيدة وتنظر بعينين مبتسمتين لذلك الرجل الذي يقف أمامها تنظر له بحب، كنت أشعر بالغرابة في داخلي فما هو الحب ؟
كيف يشعر الناس بالحب؟ لم أشعر به يوما ولا استطيع ان اصفه لأحد كيف لي ان اصف لحظة سعادة لم أعشها أوأشعر بها حقا هل الحب موجود ؟ كيف يتبادل الناس الحب و المشاعر ؟
فأنا عندما أحببته قدمت له كل شيء ، وفي المقابل لم يمنحني سوى البؤس و الدموع
فهل الحب موجود وأنا لا استحقه ؟ هل سأجده في الجنة فقط ؟ هل عقوبتي في الدنيا أن لا يحبني من أحببت ؟
شعرت عندها بالبؤس و الحزن على نفسي على سنوات عمري الأربعين لم أشعر يوما بالحب و القبول كان كل شيء بالنسبة لي سيعبر الألم سيعبر و سيمر .
وفعلا مر ومرت معه سنوات عمري أيضا وبدأ الشيب يخط خيوطه في شعري يظهر لي قبل الآخرين بأني كبرت و لم أعد شابة هرمت قبل الأوان .
مر عمري دون أن أشعر و أنا أصبر النفس ان الغد أجمل ولم يأتي الغد سوى بالقبيح و لم تعبر اللحظات و المواقف فقط بل مر الوقت الذي يخصني مر عمري وانقضت ساعاتي و أنا في مكاني أنتظر الحب .
آه ثم آه هل الحب فقط في المسلسلات؟ هم فعلا كاذبون يمثلون ما لا يعيشونه أو حتى يشعروا به فقط لنشعر نحن بحجم الحرمان الذي نعيشه معظم متابعينهم من النساء أليس كذلك؟؟ فهم يعلمون بأن النساء يعشن مجاعة عاطفة يا لهؤلاء النساء المساكين الكل يستهدفهن ويستهدف مشاعرهن ويستغلها.
مسحت دموعي ومضيت لأعد لهم طعام العشاء فأنا لا أقبل أن تصنع لهم خادمتي الطعام فلا أعلم ما قد تضع لهم.. وأما أنا فسأصنعه بحب وكيف لا و أنا أهتم بكل صغيرة و كبيرة في حياتهم بمأكلهم و مشربهم بملابسهم بقراراتهم بكل شيء .
كنت منهمكة في أفكاري عندما دخل علي المطبخ زوجي ذو السادسة والأربعين ربيعا ذلك الشاب المملوح الأسمر البشرة الواثق من ذاته وهو يقول ماذا تصنعين لنا يا أم فلان؟؟ لم أسمع منه أسمي منذ ان أنجبت ابني البكر قبل عشرون عاما هم سنوات عمره أطال الله فيي عمره فأنا أصبحت بالنسبة له أم فلان غاب أسمي كما غبت أنا أيضا نظرت اليه وأنا أنتزع نفسي من وسط أفكاري و مشاعري المتضاربة وقلت سأصنع لكم الفطائر عبس وجهه كالمعتاد وقال أكلك المحروق عديم الطعم لن أكله اليوم أنت دائما تحرقين الطعام سأطلب من المطعم الفلاني وخرج حتى قبل أن أرد عليه .
نظرت لعجينتي و أنا أشعر بأنها باتت بلا فائدة كصاحبتها تماما فلا قيمة لها لا في حياته و لا في معدته .
هو دائما منتقد …دائما يجرحني.. لا يقدر تعبي.. لا يقدر عملي نزلت دموعي حارة على خدي لم أشعر الا وابني يربت على كتفي وهو يقول لا عليك يا امي انا احب طعامك وانتظر ما تصنعين وتعجبني فطائر السبانخ بالجبن التي تعدينها ابتسمت له وانا امسح دموعي لتحتضنني طفلتي الصغرة بدورها لتجبر خاطري و وجهها الملائكي يشع بإبتسامة ملائكية أسرت خاطري .
نظرت اليهم وانا احمد الله على وجودهم في حياتي فهم أعظم نعمة حصلت عليها الحمدلله. فمن أجلهم أنا مستعدة لتحمل الكثير والبقاء مع زوج لم أشعر بحبه يوما رغما كل ما قدمت له من تضحيات وعطايا لم يشعر يوما بالحب نحوي ولن يشعر فقلبه عند امرأة أخرى غيري .
نعم ساعيش من أجلهم فهم يستحقون تضحياتي و حياتي كلها .
زوجي العزيز يحب امرأة غيري تلك المرأة المتزوجة أخذت من عمري عشر سنوات من الهم و الغم لم تبالي باتصالاتي لها لم تبالي ببكائي لم تبالي بآلامي لم تبالي بي كنت كل يوم أراه يخرج معها يسهر معها يعشقها ويقدم لها الهدايا دون أن يحسب لي أي حساب دون أن يعبرني أو يقيم لمشاعري أي وزن دون أن يراعي حرمة الله فيما يفعل لا هو ولا هي أيضا احترمت شيبة زوجها المقعد .
بعثت له محاضرات دينية تحدثت بكيت انهرت طلبت الطلاق لم أفلح في صده عنها في كل مره يزداد تعلقا بها وكأنها زوجته وأنا هي العشيقة.
تعبت نفسيا من الأمر تدمرت حتى داهمتني الأمراض و الآلام الجسدية والعضوية صداع مستمر تحول لشقيقة آلام في يدي اليسرى لم يجد لها الطبيب أي سبب امساك وقولون زوجي يقول هذا من علامات التقدم في العمر فلقد شختي وتقدمتي في العمر أنت عجوز …كأني كبرت وصغر هو كم هذا الأمر مضحك.
بعد أن انهيت عشاءهم جلست في الصالة وحدي وقد ذهب الجميع للنوم كنت انتظر ان ينام حتى ادخل للغرفة فأنا أكره أن يطلبني للفراش كيف وهو قد حقر مني قبل قليل كسر قلبي ونفسيتي دون أ يبالي دمرني ورحل مشى على حطامي دون ان يشعر بأي ذنب
أمسكت هاتفي وفتحت صفحة استشاراتي على الانستغرام فأنا اتابعهم منذ فترة كنت أجد في مشكلاتهم متنفس فهي تحاكي مشاكلي كنت اقرأ بتمعن كلمات الأستاذة موزة حتى اطبقها في حياتي لعل الله حدث بعد ذلك أمرا كنت ابحث في كل صفحات المشكلات عن مشكلة تشبه مشكلتي عن أمراة تعاني مثلما أعاني عن دموع تشبه دموعي عن وجع يشبه وجعي .
كان قلبي يعتصر الما فهذه المرة الأمر مختلف ربما هرمونات الدورة الشهرية لا أعلم ولكنها مشاعر مختلفة تماما ألم فضيع يكا يخنقني ويعتصر قلبي فأنا أعلم أنه معها الآن على الهاتف يتحدث معها قبل أن ينام يطمئن عليها يحبها وتبادله الحب .
لأول مره أفكر أن أراسلهم ولم لا فماذا سأخسر، ولكن لن اراسلهم باسمي الحقيقي سأدخل من حساب وهمي حتى لا يتعرف علي أحد كنت خائفة و ارتجف وانا اطبع كلماتي و ارسلها لهم وكأن أحد جاء وكشف ستري وكأني كنت أعري نفسي على الملاء كنت خائفة و ارجف لا أعلم السبب ولكن لم اعتد على الشكوى او حتى ان أشارك أحد في مشاكلي لم أتوقع سرعة الرد كان ترحيبا بي ليطمئن قلبي ثم بدأت بسؤالي عن مشكلتي و عن أسباب تواصلي معهم
أخبرتها كل شيء أخبرتها أني أريد زوجي و أني أحبه أني تعبت خيانته و أني و أني ….
كانت ترد علي بأسئله تسألني فيها عن نفسي عن أفكاري عن مشاعري عن أهدافي …
في كل مرة كنت أقول لها أنا اريد أن أستعيد زوجي
فقالت وماذا فعلتي أخبرتها عن ظلمه ورفضه ترك عشيقته
فقالت وماذا فعلتي
أخبرتها بأني بكيت و انهرت و طالبت بالطلاق ورفض لانه يريدني
فقالت وماذا بعد ذلك ؟
قلت عاد لخيانتي ؟
قالت ولمتى ستبقين وراءه ؟
قلت لا لن أبقى وراءه سأعيش من أجل ابنائي
فقالت ومتى ستعيشين من أجل نفسك ؟
صمت عندها فكيف أعيش من أجل نفسي ؟
اليس من الأنانية أن أعيش من اجل نفسي فقط ؟
اليس من الخير ان اعيش من اجل اولادي ؟
قلت لها لا اعرف ان اعيش من اجل نفسي فقط فأولادي هم حياتي
فقالت لي كيف ستنشئين اولادا اصحاء ؟؟ وانت متعبه نفسيا ؟
مرهقة روحيا و عاطفيا ؟
صمت و لم أعرف بماذا أجيبها …..
قلت لها لا أعرف ؟
فقالت لي من أنت يا منى ؟
أول مره يناديني أحدهم بأسمي
من أنا فعلا ؟؟؟ لا أحد أنا نكره
فعم الصمت بيننا و امتلاءت عيناي بالدموع
فوجدت رسالة منها تحثني على الاستمرار
كتبت فيها (كلنا في وقت ما وزمن ما نضيع في خضم الحياة …..والعبرة أن ندرك ذلك لنستعيد ذواتنا في الأماكن التي فقدناها فيها .
فمتى ستستعيدين نفسك ؟
لم أفهمها قلت لها ماذا تعنين ؟
فقالت انت متى تفكرين بأستعادة نفسك ؟
قبل أن تفكري باستعادة زوجك و عواطفه و العيش من أجل غيرك استعيدي ذاتك المفقوده فلا تذل امرأة و تهان الا اذا فقدت ذاتها في مكان ما
توقفي ولو لفترة من الوقت عن الجري وراء زوجك وفكري في نفسك في أحلامك وفي ذاتك المفقوده اشبعي داخلك لينعكس ذلك على كل من حولك فامرأة مشبعة قوية هي مصدر للجذب وليس العكس
لم أستوعب كلماتها يومها فكل هدفي كان كيف اعيده الي
كتبت لها وانا أحاول الرجوع لموضوع زوجي و خيانته
(أنا أحب زوجي و زوجي يحب عشيقته، أريد ارجاعه لي وهو يرفض فعلت كل شيء و هو يرفضني تعبت أريد حياة كريمة مستقرة حياة متوازنة لا خيانة فيها فهل هذا كثير ذاتي ستعود عندما يعود هو لي وان لم يعد لي فذاتي و انا كلي لا قيمة لنا كيف ستكون لي قيمة بدونه وبدون اهتمامه و حبه عشت معه عمري كله ضحيت بكل شيء منحته مالي وكل مشاعري وجازاني بالخيانة و النكران وانهرت بالبكاء .
صمتت قليلا ثم بادرت بالسؤال
فقالت لي ولماذا لم يعود رغم محاولاتك؟
قلت يعشقها ويرفض تركها لقد سحرته تلك الفاجره
قالت وهل يجاهر بالمعصية والخيانة؟
قلت نعم؟
قالت وماذا بعد؟
قلت اريده.
فقالت وأين منى من كل ذلك؟
قلت أي منى؟
قالت انت
وكأنها تتحدث عن شخص غريب نسيت بأني منى
قالت أين منى؟
فقلت لا أعلم
قالت كيف حالها منى؟
فشعرت بوجع في صدري فقلت متعبه متألمه
فقالت اما آن لمنى ان تستريح وتترك الأبواب المغلقة قليلا وتفكر بنفسها؟
فقلت كيف؟ وهو بعيد عني ؟
كيف وهو يخونني؟ كيف وقلبي معلق به؟ كيف وأنا أعشقه؟ كيف استطيع الحياة بدونه لا اريد الطلاق أريده هو فقط؟
فقالت خذي استراحة محارب وفكري فقط في منى أعدك أن أساعدك في أستعادته ولكن قبلا أريد أن نستعيد منى .
تضاربت الافكار في رأسي و شعرت بالخوف لا ألم مماذا ولكن خفت فقلت كيف وانا متعبه
لدي اوجاع في جسدي كله أتألم مرهقة لقد كبرت فيي العمر و شاخ شعري و شاب ماذا انتظر من الحياة بعد
تعلمين سأتركه وأعيش لأبنائي فقط
فقالت ولماذا لن تعيشي من أجل مني؟ الا تعلمين العيش دون تضحيات؟
صدمت فعلا فأنا لا أعيش من أجل نفسي يا من أجل زوجي أو من أجل ابنائي لم اتعلم ان أعيش من اجل نفسي.
فقالت أخبريني قليلا عن منى
ماذا تعرفين عنها؟
لا أعرف شيئا عن منى فعلا من هي منى؟
أخذت برهه في التفكير وكأني أفكر في شخص غريب فأنا لا اعرف كيف أعيش من اجلها أنا فقط أعيش من أجل زوجي ابنائي كل شيء آخر غير منى
بدأت بسرد مميزاتي زوجة وام صبوره حكيمة ذات راي سديد الكل يمتدح صبري وكبر عقلي جميلة الكل يراني هكذا الا زوجي
لم ير في شيء جميل لم ير غير ندوبي وجراحي وخطوط التمدد على بطني بعد حملي لأطفاله
كررت علي ذات السؤال (من منى)
قلت لها لا أعلم
فقالت لي عرفتي منى الزوجة والأم ولم تعرفي منى حقيقة فانت لا تعرفين نفسك ولا تقدرينها فكيف سيقدرها غيرك أو حتى ينظر اليها ان كانت نظرتك أنت لنفسك سلبية .
لابأس لن اثقل عليك أمامنا وقت طويل
دعيني اعطيك واجبا لليوم احضري ورقة وقلم وأكتبي كل ما يخطر في بالك و أجيبي عن هذا السؤال من هي منى؟
قفي أمام مرآتك واسألي نفسك هذا السؤال من هي منى؟
وانتهت محادثتنا في لك اليوم على وعد ان اتحدث معها في ذات الوقت غدا
لم أنم يومها وأنا أفكر في سؤالها كانت الأفكار تعصف برأسي و انا افكر فعلا من هي منى ماذا قد أكتب عن نفسي غير أني أم و زوجة مخلصة ماذا قد اكتب ولماذا ؟
لم افعل شيئا لنفسي غير أن أكون اما وزوجه
لم يربيني أحد حتى أكون غير ذلك
من أنا وماذا أفعل بجانب زوج خائن ويجاهر بخيانته وبعلاقته المقززة مع امرأة خائنة أيضا ومتزوجة
ولكني أحبه كالمجنونه رغم عيوبه و مساوئه لا اعلم كيف غفوت ولم أفق الا على صوت زوجي و هو يوقظني لأعد الافطار له .
خرج أطفالي للمدرسة و بدأت الخادمة في تنظيف المنزل . انزويت أنا في ركني الهاديء من صالتي الخاصة
صنعت قهوتي ووضعت فنجان القهوة على المنضدة بجانبي وبدأت بالكتابة
من هي منى ؟
أنا منى امرأة تعيسة في زواج تعيس مستنزفة مجروحة و متألمة أنا منى تزوجت برجل لا يحبني وانجبت منه الأطفال انا منى لم اكمل تعليمي من اجل ان لا يشعر ابنائي بغيابي انا منى التي خسرت عملها ووظيفتها حتى ترضي زوجها انا منى التي ضحت انا منى التي …. سقط القلم من يدي وبدأت يدي تؤلمني وترتجف لم استطع ان اكمل كتابتي وانخرطت في بكاء شديد …
فأنا حقا لا أعرف نفسي و لا اعرف من أنا لقد اضعت نفسي في زمن بعيد ..فأنا منى المتفوقة في دراستها الطموحة و المرحة دلوعة بابا كما يسمونني أنا منى الطبيبة أنا منى الجميلة الناجحة كيف أوصني العمر لما انا فيه اليوم ..
هذه المنى لا تشبهني لقد ضعت في منتصف الطريق لم أعد اشبه نفسي من أنا فعلا كانت مشاعر متضاربة حتى أني نسيت اني درست الطب يوما نسيت اني كنت ناجحة يوما من أنا اليوم زوجة فلان وام فلان حتى اسمي محي من الذاكرة لم يعد احد يناديني به حتى زوجي منذ انجابي لابني و هو يناديني بأم فلان
وكأني نكره لا اسم لي ولا مستقبل ولا حياة سواهم ثم ذهب ليعيش الفسق مع عشيقة ماجنه
شعرت بالاسى على نفسي والألم انتشرت الأوجاع في جميع أجزاء جسدي الذي بدأ بالارتجاف فمن أنا وماذا أفعل هنا فعلا لا شيء.
أسرعت للهاتف لأتحدث معها كنت انتظر موعدنا بلهفة وشوف أريد أن أخبرها من أنا فأنا منى الطبيبة الناجحة التي نسيتها أنا منى المرحة الشغوفة المحبة للحياة انا منى الذكية
انا منى
و للقصة بقية
نهاية الجزء الأول